والربا من المهلكات وهو أخفى من دبيب النمل، وإن أدنى الربا كالذي يزني مع أمه، والزنى مع الأم أعظم الأمور وزرًا من سبعين زنية مع غيرها.
وقال القرطبي في تفسيره، إن رجلاً جاء إلى الإمام مالك فسأله عن وقع طلاق، وذلك أنه كان قد رأى رجلاً في طريقه قد شرب الخمر، وهو يريد أن يحضن القمر فقال الرجل فقلت: امرأتي طالق إن لم يكن يدخل في جوف الإنسان شيء أشرّ من الخمر، ثم قلت لن أستريح حتى أستفتي مالك، فجاءه فسأله فقال ائتني في الغداة، وهكذا لمدة ثلاثة أيام، حتى قال له مالك: امرأتك ليس طالقًا، لقد تصفحت كتاب الله فلم أجد شيئًا يدخل جوف ابن آدم أشر من الربا قال الله تعالى: "فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله".
ومن شدة خطورتها قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين".
وقال تعالى: "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "درهم الربا أشد عند الله من ست وثلاثين زنية في الإسلام" .
وقال سمرة بن جندب رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة الغداة، أقبل علينا بوجهه الشريف، وقال: "هل رأى أحد منكم رؤيا؟ " قلنا: لا يا رسول الله.
فذكر صلى الله عليه وسلم حديث الربا، وقال: ثم انتقلنا حتى أتينا على نهر من دم وفيه رجل قائم، وعلى شاطئ النهر رجل قائم، وبين يديه حجارة،
فأقبل الرجل الذي في النهر ليخرج، فلما أراد أن يخرج، رماه الرجل بحجر فيه، فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى فيه حجرًا، فرجع كما كان.
قال: "فسألت عنه فقيل لي: هذا آكل الربا يفعل به هكذا يوم القيامة.
وقال موسى عليه السلام: يا رب، ما جزاء من يأكل الربا ولم يتب منه؟ قال: يا موسى أطعمه يوم القيامة من شجر الزقوم.